إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
تفاسير سور من القرآن
67277 مشاهدة
معنى قوله تعالى: اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ

...............................................................................


اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أصله تثاقلتم. والمقرر في علم العربية أن كل ماض على وزن تفاعل، أو على وزن تفعل إذا تقاربت حروفه الأولى يكثر في اللغة العربية إدغام بعضها في بعض، واجتلاب همزة الوصل لإمكان النطق بالساكن، وهذا يكثر في القرآن في تفاعل وتفعل.
كقوله هنا في تفاعل اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أصله تثاقلتم، فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا أصله تدارأتم، حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا أصله تداركوا، بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ أصله تدارك علمهم. وكذلك هو في تفعل، كقوله جل وعلا : وَازَّيَّنَتْ أصله: تزينت، من تفعل، قَالُوا اطَّيَّرْنَا أصله تطيرنا.
وهذا أسلوب عربي معروف، ومن شواهده العربية المشهورة ما أنشده الفراء من قول الشاعر:
.............................. خصـرا
عذب الملاقي إذا ما اتابع القبل
يعني بقوله: ما اتابع تتابع.
ومعنى اثَّاقَلْتُمْ تثاقلتم؛ أي تكاسلتم وتباطأتم وتقاعستم عن الخروج في سبيل الله لغزو الكفار.